بينما أنفقت الشركة المنتجة لفيلم “السلطة الخامسة”، الذي يروي قصة موقع ويكيليكس الشهير، ملايين الدولارات لتصويره في أضخم استوديوهات هوليود الأمريكية، وقبل ساعات من بدأ عرضه في دور السينما في بريطانيا، أعلن مؤسس ويكيليكس جوليان أسانغ عن بثّ القصة الحقيقية لويكيليكس في نفس التوقيت ومجانا عبر يوتيوب وعبر مواقع أخرى.
وجاء قرار ويكيليكس ومؤسسه جوليان أسانغ هذا بعد استيائه من الفيلم ومن الصورة التي ظهر فيها أسانغ في الفيلم، وكذلك من المصادر التي اعتمد عليها المخرج وكاتب السيناريو، الذين قال عنهم أسانغ في رسالة أرسلها إلى وكالة فرنس برس أنهم منحازون بالكامل إلى الحكومة الأمريكية، قائلا: “أنا على اقتناع بأن المخرج بيل كوندون مدفوع له ليظهرني على أني مصاب بجنون العظمة ومناهض للنظام الاجتماعي”ـ مضيفا بأن الفيلم “كاذب من الألف إلى الياء”.
وفي الرسالة التي أرسلها مؤسس ويكيليكس من داخل سفارة الإكوادور في لندن والتي وجهها إلى وكالة فرنس برس للأنباء، كتب أسانج: “الناس يحبون القصة الحقيقية لويكيليكس وهي قصة مجموعة من الصحافيين المندفعين والناشطين الذي يحاربون رغم كل الصعوبات الفساد وجرائم الدولة، لكن ليس هذا موضوع الفيلم”.
والفيلم الذي بدأ عرضه على مواقع عديدة عبر الانترنت بصفة مجانية في بريطانيا يدعى “ميدياستان – طريق ويكيليكس”، وهو توثيق لقصة فريق سري من الصحفيين التابعين لويكيليكس الذين خاضوا مغامرات عدة عبر جمهوريات آسيا الوسطى مروا خلالها من كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان ثم إلى أفغانستان ومن ثم يصور الفيلم إجتماعات فريق ويكيليكس في منزل جوليان أسانغ في بريطانيا وفي أمريكا، وطريقة حصولهم على الوثائق وكيفية تحليلها والتثبت من صحتها والجهود التي كانوا يبذلونها لإيصالها إلى وسائل الإعلام.
https://vimeo.com/ondemand/mediastan/76695721
ويذكر أن أسانغ عالق في سفارة الإكوادور في لندن منذ يونيو 2012، وذلك بعد تقدمه بطلب للحصول على لجوء سياسي، ورغم حصوله على اللجوء السياسي بعد أشهر فإنه لم يتمكن من مغادرة مبنى السفارة لأن اسمه مدرج على قائمة المطلوبين دوليا لدى الانتربول، ولا يمكن للسلطات الإكوادورية أن تضمن وصوله إلى مطار لندن دون أن تعتقله السلطات البريطانية.
وكان موقع ويكيليكس قد سرب آلاف الوثائق السرية الخاصة بالديبلوماسية الأمريكية، منها مراسلات لسفراء أمريكا حول العالم ومنها تقارير عسكرية كانت ترسل من العراق إلى الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض وفي البنتاغون عن مجريات الأحداث أثناء حرب العراق، من بينها فيديو مصور من على طائرة آباتشي وهي تطلق الرصاص الحي مباشرة على عدد من المدنيين رغم علمها بأنهم مدنيون وأن بينهم مراسل لوكالة رويترز.