يوم الثلاثاء ، وفي ساعة كانت الأسواق فيها مكتظّة بالناس ، بين فرحة عيدٍ قادم ، ورغبة الخروج من واقع يزداد قتامة ، جاء احدهم ، ليـرزع موتاً ، في ساعة فرح !
لا يمكننا ان ننظر لمقتل العشرات ، وجرح آخرين في انفجار داخل سوق ، بطريقة محايدة ، أو اتهام جهة معيّنة بالتفجير ، بغداد ومناطقها مليئة بنقاط التفتيش ، والسيارات تفتّش جميعها ، فكيف يتّم اختراق الأمن وتفجير الأسواق ؟ ثم ومن المسؤول عن كلّ هذا ؟
الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي ، تحاول دوماً الظهور بمظهر البريء ، أو أن الأمر كان خارج السيطرة ، وأنهم اخترقوا وفعلوا وإلى آخر هذا الكلام الذي يتكرر كلّ انفجار ، ثم بعد مرور يوم أو يومين ، يخرج علينا المتحدث باسم جهة ما ، تتنوّع كل مرة ، ليقول أنهم ألقوا القبض على المجرمين ! وفي اللحظة التي يتحدث فيها ، تحدث تفجيرات واغتيالات وموت آخر ، وفي أماكن تتنوّع !
تحدث التفجيرات عادةً بأماكن متنوعة من العراق ، أسبوع في محافظات جنوب العراق كـ الكوت ، الحلة ، ، وبعض مناطق البصرة .. وفي مناطق معيّنة من بغداد كالبياع والشعلة والصدر ، حيث تتركّز الغالبية الشيعية ، لتبدأ التهم بعدها تنهال على القاعدة وبقايا البعث ، والارهابيين ،
ثم في أسبوع آخر ، يقتل العشرات أو المئات ، في محافظات أخرى ، صلاح الدين ، الموصل ، الانبار ، ومناطق بغداد أيضاً كـ حي الجامعة ، العامرية ، الأعظمية ، حيث الغالبية السنية ، لتتجّه الاتهامات نحو الميليشات الشيعية ، التي تديرها الحكومة العراقية .
من خلال ذلك ، يبدو أن الحكومة العراقية ، تحاول شغل المواطن العراقي بالموت ، وكيل الاتهمات بين أطيافه المختلفة ، وزرع روح الحقد والكره بينهم ، وحتى لو حاول الخروج والتظاهر ، فمصيره الصدّ ، كما حصل للمظاهرات التي بدأت بالخروج قبل أشهر في بغداد ومحافظات : الانبار ، صلاح الدين ، ديالى ، الموصل ، وغيرها ، ثم تجاهلها ، وعدم الالتفات لها .
وكما حصل قبل أيّام عديدة حينما خرجت مجموعة من الشباب العراقيين بأطياف متنوعة ، مطالبين الحكومة ببعض الأمن ، والعيش بسلام وحرية ، فكانت النتيجة تفريقهم بالقوة ، واعتقال المسؤولين عن تنظيمها .
إذن ، يبدو أن المظاهرات فقط ، دون فعل شيء ، لم يعد مجدياً ، أمام حكومة لم يعد يعنيها غير البقاء ولو على جثث مواطنيها ، وبقاء جيوبهم ممتلئة بأموال العراقيين ، بينما يرزح الإنسان العراقي المسكين تحت فقرٍ مخيف .