ترجمة وتحرير: نون بوست
أفاد موقع “همكوم” الإسرائيلي يوم الثلاثاء أن منشأة عامة إسرائيلية تقوم بتعليم الأطفال في سن السادسة كيفية استخدام الأسلحة النارية، وكيف يصبحون عملاء سريين، ويرتدون ملابس “إرهابيين” ويلعبون دور جنود يسيطرون على قرية فلسطينية.
تقع المنشأة، التي تُسمى “قاعدة فوضى”، في وسط إسرائيل، وسُمّيت تيمنًا بمسلسل “فوضى” الإسرائيلي المثير للجدل على نتفليكس، والذي يتتبع وحدة سرية من المستعربين يقضون أيامهم في التسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وقتل الفلسطينيين.
تُدار المنشأة بالتعاون مع شركة “يس”، منتجة المسلسل التلفزيوني الشهير، وقد تأسست عام 2021 على يد أعضاء قدامى من المستعربين ووحدات خاصة أخرى.
وقال أحد مُشغّلي المنشأة عام 2021 إن “قاعدة فوضى” تُحاكي عملية تجسس لإنقاذ البلاد والأسرى.
ويمكن للزوار تجربة “يوم في حياة جندي في وحدة خاصة من المستعربين، يشارك في عملية خاصة وينقذ أرواحًا”، وفقًا لموقع المنشأة الإلكتروني.
وجاء في الصفحة الرئيسية لموقع المنشأة: “ماذا ستفعل عندما تسمع صراخهم؟ هل حلمت دائمًا بالعمل متخفيًا؟ الآن فرصتك لتتعرف على معنى القتال متخفيًا”.
بالإضافة إلى ذلك، يَعِد مشغلو قاعدة فوضى بأن الزوار “سيتمكنون من إطلاق النار باستخدام جميع أنواع الأسلحة التي تستخدمها القوات الخاصة: بنادق إم 4، وغلوك، وأوزيس، وتافور، وبنادق قنص، وكلاشينكوف، وغيرها”، في إشارة إلى أسلحة مختلفة تستخدمها قوات الأمن الإسرائيلية.
ووفقاً للموقع الإلكتروني، جميع الأسلحة المستخدمة في المنشأة هي مسدسات إيرسوفت “بالنسبة للجزء الأكبر، لن تطلقوا النار على بعضكم البعض. بل ستطلقون النار على أهداف مختلفة.”
تُعرف وحدات المستعربين بعملياتها بين المدنيين الفلسطينيين. ففي الشهر الماضي فقط، اغتالت وحدة المستعربين رجلًا فلسطينيًا في نابلس في وضح النهار.
وفي العام الماضي، داهمت الوحدة مستشفى في جنين متنكرين في زي طاقم طبي ونساء وقتلت ثلاثة مرضى ومدنيين.
“عملية خاصة”
ووفقًا لـ”همكوم”، يشمل زبائن المنشأة نقابات عمالية، وشركات، وحركات شبابية، وأقسامًا تعليمية تابعة للسلطات المحلية، إلى جانب مجموعات أخرى تعمل مع الأطفال والمراهقين.
ويُطلق على نشاطها الرئيسي اسم “عملية فوضى الخاصة”، حيث يُطلب من المشاركين التخطيط لعملية في قرية فلسطينية بعد تقسيمهم إلى أدوار مختلفة.
وذكر الموقع الإلكتروني أن المشاركين “سيحصلون على معدات قتالية تشمل أسلحة شخصية، وزيّ كوماندوز، أو ملابس مستعربين، كل ذلك وفقًا لدورهم في الوحدة”.
ووفقًا لتقرير “همكوم”، يرتدي الزوار الكوفية والجلابية واللحى للتشبه بالفلسطينيين: “بالإضافة إلى ذلك، يطلون أسنانهم لتبدو متسخة أو مفقودة”.
ووفقًا للموقع الإلكتروني، سيلعب الموظفون والزوار “دور إرهابيين، وبعضهم مدنيون أبرياء، والبعض الآخر عملاء مستعربون، وسيخلقون معًا بيئة حيوية وفريدة لا تُنسى، تأخذ المشاركين إلى مستويات من الإثارة والتشويق لم يختبروها من قبل”.
ويتعين على المشاركين “أن يصبحوا فريقًا قتاليًا عملياتيًا في وحدة المستعربين، ويجب أن يبدأ الفريق سلسلة من التدريبات التي تشمل التدريب على الرماية، والحرب في المناطق الحضرية، وفنون قتال الـ”كراف ماغا”، وغيرها”، ويعتبر الـ”كراف ماغا” نظام للدفاع عن النفس و فن قتالي عسكري نشأ في إسرائيل.
وتجري أنشطة قاعدة “فوضى” في قرية خيالية تُدعى “المحمودية”، حيث يمكن للزوار أن يجدوا “سوقًا صغيرًا ومطعمًا وعدة مبانٍ يتم فيها تنفيذ أنشطة “فوضى” الخاصة”.
وبعد انتهاء العملية في القرية الفلسطينية الخيالية، يُدعى الزوار إلى “قرية بدوية” توفر لهم “تجربة شرقية وأصيلة لا تُنسى”؛ حيث يمكنهم الاستراحة وتناول الطعام والاستمتاع بشعور التضامن والأخوة بين المقاتلين، بحسب الموقع.
وعلى الرغم من أن موقع قاعدة فوضى الإلكتروني ينص على أن الحد الأدنى لسن المشاركة في الأنشطة هو 15 عامًا (12 عامًا في النسخة الإنجليزية)، إلا أن أحد ممثلي المنشأة أبلغ “همكوم” أن الحد الأدنى لسن التدريب على الرماية هو ست سنوات.
وردًا على أسئلة “همكوم”، نفت قاعدة فوضى أن يكون النشاط متاحًا للأطفال من سن السادسة، وأكدت أن الحد الأدنى للعمر هو 16 عامًا.
وأضافت: “نعمل مع حركات الشباب والإدارات التعليمية ومنظمات أخرى، لكن النشاط مخصص لطلاب المرحلة الثانوية فما فوق”.
ووفقًا لمشغلي المنشأة، لا يُسمح بالرماية على الأهداف أو الشخصيات.
وأضافت: “النشاط في قاعدة فوضى هو نشاط تجريبي، وليس تعليميًا، مليء بحب اللغة والثقافة العربية التي هي جزء من كل مستعرب جيد”.
المصدر: ميدل إيست آي