قضت محكمة أمريكية البارحة، الجمعة، بالسجن مدى الحياة على “أبي حمزة المصري” بعد ثمانية أشهر من إدانته في اتهامات بالإرهاب في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
المصري “مصطفى كامل مصطفى” 56 عامًا، والمعروف بـ “أبي حمزة المصري” كان قد أُدين في مايو الماضي بإرسال اثنين من أتباعه إلى “أوريجون” شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة معسكر للتدريب، وإرسال أحد أنصاره إلى أفغانستان لمساعدة تنظيم القاعدة وحركة طالبان في حربهما ضد قوات التحالف.
القاضية في المحكمة الجزئية، كاثرين فوريست، في مانهاتن خلصت إلى أن المصري متهم بتوفير هواتف تعمل عبر الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى تقديم النصح والمشورة لمتشددين يمنيين خطفوا سائحين غربيين عام 1998؛ الأمر الذي أدى لمقتل 4 من الرهائن.
وكانت الولايات المتحدة قد تسلمت أبي حمزة من بريطانيا عام 2012 بعد عملية تسليم طويلة، إذ أمضى هنالك 8 سنوات من السجن بتهم تتعلق بالتحريض على العنف.
فوريست التي لم تُعبر عن ندمها أو تعاطفها أبدًا مع الحكم قالت إن الحكم بالسجن المؤبد وحده هو الذي سيضمن ألا يحرض على العنف ضد الأبرياء مجددًا أبدًا، فيما قال المدعي العام، إدوارد كيم، للقاضية قبل صدور الحكم: “أبو حمزة لم يدن بسبب كلماته”، مضيفًا أن جرائمه (أبو حمزة) امتدت في أنحاء العالم من اليمن إلى أفغانستان إلى الولايات المتحدة.
وكان أبو حمزة قد اشتهر بخطب قوية تحرض على العنف، حسب وصف المحكمة، والتي قالت عنها السلطات الأمريكية والبريطانية على حد سواء إنها ألهمت العديد من الشبان، منهم، ريتشارد ريد، الذي كان سيفجر طائرة ركاب بوضع متفجرات في حذائه.
محامو المصري طلبوا من المحكمة أن تنظر في الحسبان بأنه فاقد لليدين وإحدى عينيه ويحتاج لرعاية طبية متخصصة، بأن يودع في منشأة طبية بدلاً من السجن حيث قد لا تتوفر الظروف المناسبة للتعامل مع إعاقته.
فيما نفى المصري إرسال أحد إلى أوريغون أو أفغانستان، مضيفًا بأنه كان وسيطًا في حادثة الاختطاف في اليمن سعيًا لحل سلمي، ثم علق على الحكم بقوله: “مازلت متمسكًا بأنني برئ”.
وقال المصري – للمرة الأولى – إنه فقد يديه في انفجار عارض في باكستان أثناء عمله منذ عقدين كمهندس، الأمر الذي يتناقض مع العديد من التقارير التي ذكرت أنه فقد أطرافه أثناء قتال السوفيت في أفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي.
من هو أبو حمزة المصري؟
ولد أبو حمزة – مصطفى كامل مصطفى – في الإسكندرية شمال مصر في الـ 15 من أبريل 1958، إذ كان والده ضابطًا في القوات البحرية المصرية وأمه مديرة لمدرسة ابتدائية، درس مصطفى الهندسة المدنية قبل أن يغادر إلى المملكة المتحدة عام 1979.
في لندن، عمل أبو حمزة كحارس لملهى ليلي، ثم تزوج من امرأة بريطانية ساعدها على اعتناق الاسلام.
فيما بعد، قرر أبو حمزة إكمال تعليمه في كلية برايتون للفنون التطبيقية إذ حصل على شهادة الهندسة المدنية، ثم انضم فيما بعد إلى نقابة المهندسين المدنيين وأصبح عضوًا رسميًا عام 1994.
منذ بداية الثمانينات بدأ أبو حمزة عندما كان شابًا في إظهار الاهتمام بالإسلام والسياسية، كان متأثرًا بشكل كبير بالثورة الإيرانية، في ذلك الوقت، بعض المفكرين المسلمين كان يدعون إلى دولة إسلامية على الأراضي الإسلامية، إذ كان لديهم توجه عسكري تجاه المجاهدين ضد السوفييت في أفغانستان الذين تدعمهم الولايات المتحدة.
في عام 1987، انتقل أبو حمزة إلى أفغانستان والتقى بعبد الله عزام، هنالك حيث فقد يديه وإحدى عينيه دونما أي دليل على كيف ومتى حصل ذلك بالتحديد.
البعض تحدث على أنه فقدهما أثناء مشاركته في نزع ألغام من منطقة جلال أباد في أفغانستان، الأمر الذي نفاه أبو حمزة أثناء محاكمته، إذ قال إن ذلك حدث أثناء عمله مع الجيش الباكستاني في لاهور عندما انفجرت إحدى التجارب بالخطأ.
في عام 1993 عاد أبو حمزة إلى المملكة المتحدة لتقلي العلاج، ثم غادرها مرة أخرى إلى البوسنة، ليعود مرة أخرى عام 1997 إلى مسجد فينسبري بارك في لندن ويستقر هناك، ثم سرعان ما يصبح شخصية بارزة في المشهد الإسلامي البريطاني بخطبه التي تدعو إلى الجهاد ضد الأنظمة الفاسدة في الشرق الأوسط.
في 2004 ألقيت السلطات البريطانية القبض على أبي حمزة واتهمته بـ 15 قضية تتعلق بالإرهاب، أُدين في 11 منها وحُكم عليه بـ 7 سنوات، قبل أن تتسلمه الولايات المتحدة عام 2012 بعد معركة قانونية طويلة بين البلدين، إذ تصنفه واشنطن بـ”مدير أعمال إرهابي ذي صلات واسعة”.
خط زمني:
15 أبريل 1958: ولد في الإسكندرية – مصر.
1979: سافر إلى المملكة المتحدة.
1987: التقى عبد الله عزام وانتقل إلى أفغانستان.
1997: وصل إلى مسجد فينسبري بارك في لندن.
2002: ألقى خطابًا أشاد فيه بمنفذي أحداث 11 سبتمبر.
2004: اعتقلته السلطات البريطانية بتهم تتعلق بالإرهاب.
2006: أُدين وحُكم عليه بـ 7 سنوات في السجن.
2012: تم تسلميه إلى الولايات المتحدة بعد معركة قانونية طويلة.
2014: تم تحويله إلى المحاكمة في نيويورك.
2015: حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.