أبدى وزير الأوقاف التركي محمد جورماز استياءه من المباني العالية المحيطة بالكعبة المشرفة، وذلك أثناء استضافته في أحد برامج قناة TRT الحكومية التركية، وقال جورماز أنه في الوقت الذي يتمكن فيه في كل سنة 2 إلى 3 مليون مسلم من أداء فريضة الحج، يوجد معدل 20 مليون مسلم حول العالم يرغبون في أداء فريضة الحج سنويا ولا يتمكنون من ذلك بسبب ضيق المكان حول الكعبة، مضيفا: “حتى بعد الانتهاء من أشغال التوسعة الحالية، لن تتجاوز طاقة استيعاب الحرم المكي حد الخمسة ملايين حاج.. وهذا غير كافٍ”.
كما استنكر وزير الأوقاف التركي، الذي قام بأداء الحج هذه السنة، الوضع الذي وجد عليه المنطقة المحيطة بجبل عرفة ومزدلفة، مشيرا إلى أنه في حال قيام السلطات بالاعتناء بتلك المساحات الشاسعة الممتدة بالقرب من جبل عرفة فإنه يمكن للسلطات السعودية أن تجعل منها أضخم وأجمل منتزه في العالم.
وحول الحلول التي يراها ممكنة لتمكين أكبر عدد من المسلمين من أداء فريضة الحج، قال جورماز أنه من الممكن أن يتم تشييد “مدن صناعية” تكون بعيدة عن مناطق العبادة بمكة ليقيم فيها الحجاج، على أن يتم ربطها بالحرم المكي وبجبل عرفة وبالمدينة عبر شبكة “ميترو أنفاق” متطورة، وبالتالي سيكون بإمكان السلطات أن تتخلى عن العدد الكبير من الفنادق والمباني العالية المحيطة بالكعبة المشرفة من كل جانب.
من جهة أخرى تحدث محمد جورماز عن ما شاهده أثناء طوافه بالكعبة قائلا: “لقد تم إفقاد الحج لقيمته الروحية، قبل عشر سنوات من الآن، عندما قمت بأداء فريضة الحج لم أرى حاجا يطوف بالكعبة ويتحدث في الهاتف في نفس الوقت، ولم أرى أحدا يسجل أداءه للطواف بكاميرا فيديو.. هذا خطأ.. في الكعبة يجب أن نتحدث إلى الله، وليس مع أصدقائنا وأقاربنا.. يجب أن نحافظ على القيمة الروحية لهذه العبادة ولهذا المكان”.
ويذكر أن تقارير إعلامية كثيرة تحدثت عن التعديلات التي تقوم السلطات السعودية بإدخالها على كامل المنطقة المحيطة بالكعبة المشرفة وبالحرم المكي، فمدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي البريطيانية، عرفان العلوي، قال لصحيفة الجارديان البريطانية: “السلطات في مكة تحاول تدمير كل ما له علاقة بحياة الرسول، لقد هدموا منزل زوجته وحفيده وصحابته، والآن يدمرون مكان ولادته، هل تعلمون لماذا؟ فقط لبناء فندق سبعة نجوم..”.