أكدّ وزير الدفاع التركي عصمت يلماز البارحة السبت على أن القوات التركية سترد بالمثل على أي اعتداء يستهدف ضريح “سليمان شاه” الواقع في سوريا، والذي يعتبر أرضاً تركية بموجب اتفاقية العام 1921 المنصوص عليها في القانون الدولي.
وأضاف الوزير: “على العالم أجمع أن يعي أن تركيا من حقها حماية منطقة الضريح، بنفس الكيفية التي تحمي بها أراضيها داخل البلاد”.
وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو قال أن ” من حق تركيا اتخاذ كافة التدابير اللازمة في محيط ضريح سليمان شاه في محافظة حلب، شمال سوريا، والتي تعد أراض تركية بموجب اتفاقية عام 1921″. منوهاً أن تركيا تراقب بقلق التطورات الأخيرة في سوريا.
وأكدّ أوغلو أن تركيا سترد بالمثل على أي اعتداء محتمل على الضريح الذي يعد أراض تركية، سواء كان من قبل النظام السوري أو من الجماعات المتطرفة أو أي جماعة أخرى.
ويعتبر قبر سليمان شاه، وهو جد مؤسس الدولة العثمانية، الأرض التركية الوحيدة الموجودة خارج حدود الدولة، وذلك بموجب اتفاقية 1921 المنصوص عليها في القانون الدولي، حيث يقع في منطقة “قره قوزاق” بريف محافظة حلب، شمال سوريا.
وذكر داود أوغلو أن من حق تركيا اتخاذ كافة التدابير لحفظ أمن واستقرار منطقة الضريح، لافتاً أن “الجماعات المتطرفة” تعمل بجهد على السيطرة على المناطق الشمالية- حيث تقع منطقة الضريح – بسوريا والتي لم تعد تحت سيطرة النظام، موضحاً أن جنودا أترك هم من يقومون بحماية الضريح، لافتا إلى أنهم اتخذوا كافة التدابير اللازمة للرد على أي هجوم يستهدف الضريح.
أوغلو أضاف أن “العلاقة بين النظام وتلك الجماعات المتطرفة هي علاقة تعاون، إذ أن تلك الجماعات لم تدخل في أي معركة ضد النظام ولكنها تزيد الضغط على الشعب في شمال سوريا، إضافة إلى قتالها لقوات الجيش السوري الحر”، مؤكداً أنه “تم التنسيق والاستشارة بين رئاسة الأركان ووكالة الاستخبارات الوطنية وجميع الوحدات ذات الصلة فيما يخص أي اعتداء ضد الضريح والحامية التركية هناك”.
وكانت منطقة “قره قوزاق” التي تحوي ضريح سليمان شاه والكتيبة التركية المسؤولة عن حماية الضريح قد شهدت اشتباكات اليومين اليومين الماضيين بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” وكتائب ثوار الرقة التابعة للجيش الحر، إذ سيطر التنظيم بعدها على جسر “قره قوزاق”، وهو ما يعرض الضريح إلى خطر كبير، في الوقت الذي اعلنت فيه القوات المسلحة التركية رفع عدد قواتها الموجودة في محيط الضريح واتخذت كافة التدابير اللازمة لمواجهة أي هجوم محتمل ضد الضريح والحامية التركية.
وتقوم داعش عند السيطرة على المناطق بتدمير كافة الأضرحة والمقامات والقبور التي تظن أنها من “الشركيات” و “يتقرب إليها ” من الناس، لذلك تعمد إلى هدمها أو تفجيرها أحياناً، الأمر الذي تخشاه السلطات التركية بحكم أن هذا القبر ذو شأن لها.
وسليمان شاه بن قتلمش، هو والد أرطغرل، والد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية، حيث يقع ضريحه في منطقة “قره قوزاق” بريف محافظة حلب شمال سوريا، ويقع المكان الذي يعرف باسم “تورك مزاري”، بمحاذاة قلعة جعبر على ضفة نهر الفرات، وحسب المادة التاسعة من معاهدة “أنقرة” الموقعة بين تركيا وفرنسا -في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا- سنة 1921، تم الاتفاق على أن ضريح سليمان شاه هو أرض تقع تحت السيادة التركية، وحاليا يعتبر هذا الضريح، هو الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة، ويسهر على حماية الضريح جنود أتراك، يتم تأمين تبديل مناوباتهم عبر حوّامة تركية بشكل شهري.