يبرهن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه شخص خارج التوقعات، وأن صلاحية التنبؤ بما يمكن أن يقوم به لا تتجاوز الدقائق، فبينما كان الجميع يحبس أنفاسه، ترقبًا لقرار دخول الولايات المتحدة على خط الحرب ضد إيران كطرف مباشر، وفق المؤشرات التي ذهبت إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة في غضون ساعات، إذ به يرجي الأمر إلى نحو أسبوعين كاملين.
ترامب وفي حديثه للصحفيين عند وصوله إلى مطار موريس تاون البلدي في موريس تاون بولاية نيوجيرسي، مساء الخميس 19 يونيو/حزيران الجاري قال إنه سيمهل إيران أسبوعين كحد أقصى، مضيفا أن مدة أسبوعين هي الوقت المناسب لرؤية ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى رشدهم أم لا، حسب قوله.
الرئيس الأمريكي #ترامب يمنح #إيران مهلة لا تتجاوز أسبوعين قبل اتخاذ قرار بشأن ضربات جوية محتملة. pic.twitter.com/JayjocBNrg
— نون بوست (@NoonPost) June 21, 2025
وأثنى الرئيس الأمريكي على أداء “إسرائيل” في تلك المعركة، قائلا إنها تبلي بلاء حسنا عسكريا، وأن إيران تعاني ولا يرى سبيلا لوقف القتال، مشددًا على أنه “من الصعب مطالبة إسرائيل بوقف الضربات الجوية”، منوها في الوقت ذاته على أنه “لا يمكن لإسرائيل القضاء على كل المنشآت النووية الإيرانية”.
المهلة الترامبية لحسم قرار دخول بلاده في تلك الحرب، استجابة للضغوط والمناشدات الإسرائيلية، جاءت عكس عقارب الساعة السياسية والعسكرية للمكتب البيضاوي، والتي كان يفصلها عن تلك الخطوة دقائق معدودة كما ذهبت المؤشرات وتقديرات كثير من المحللين المقربين من دوائر صنع القرار لدى واشنطن، لتثير تلك المهلة، الطويلة نسبيًا مقارنة بالتطورات الميدانية، الكثير من التساؤلات حول دوافعها وأهدافها الحقيقية خاصة في ظل الشكوك التي تخيم عليها.
غموض وتناقض
حملت تصريحات ترامب الأخيرة الكثير من التناقضات، لتضفي حالة من الغموض والارتباك، التي يبدو أنها مقصودة وممنهجة، إذ باتت سمة رئيسية وضلعًا محوريًا في خطاب ترامب، فبينما يمنح الدبلوماسية –هكذا يبدوا- متنفسًا ولو ضئيلا، سرعان ما يسحبه مرة أخرى بالتهديد والوعيد، كما جاء على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، أثناء محاولتها تفسير تلك التصريحات المفاجئة بالنسبة للكثيرين.
ليفيت قالت إنه “بالنظر إلى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب”، فإن ترامب سيتخذ قراره “في شأن المضي قدماً أو لا خلال الأسبوعَين المقبلَين”، وتابعت “إن كان هناك فرصة للدبلوماسية، فإن الرئيس سيغتنمها دائماً” لتتدارك مسرعة “لكنه لا يخشى كذلك استخدام القوة”.
وبينما يحاول الرئيس الأمريكي تصدير بلاده في صورة الوسيط النزيه، إذ به يتبنى السردية الإسرائيلية بحذافيرها، حيث أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن إيران لديها كل ما تحتاجه للتوصل إلى سلاح نووي، رغم كافة التقارير الدولية، وأن الأمر مرهونا بقرار من المرشد الأعلى، لافتة أن صناعة مثل هذا السلاح لا تستغرق سوى أسبوعين فقط.
بالتوازي مع ذلك، كانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن ترامب أبلغ بعض المستشارين المقربين منه بأنه قد اطلع على التقارير الاستخباراتية الخاصة بسير المعركة بين إيران و”إسرائيل” وقدرات طهران النووية ونشاطها التسليحي الأخير، وأنه في ضوء تلك التقارير قد وافق بالفعل على خطط لمهاجمة أهداف استراتيجية إيرانية، غير أنه أرجأ تنفيذها في انتظار مرونة إيرانية تثنيه عن التنفيذ.
تمارس الإدارة الأمريكية أقصى أنواع الضغط على طهران عبر استراتيجية العصا والجزرة، وهي السياسة التي يجيدها ترامب باحترافية منذ ولايته الأولى، إلا أنه وفي خضم توظيف لك الاستراتيجية سقط في فخ الاستقطاب الإسرائيلي، ليتحول إلى نسخة مكررة من نتنياهو وسياسته إزاء إيران.
وبات واضحا أن ترامب ونتنياهو قد انتقلا من خندق القضاء على مشروع إيران النووي كما هو مزعوم لتبرير تلك الحرب، إلى خندق أخر أكثر عمقًا، حيث القضاء على القدرات التسليحية والعسكرية والاقتصادية لإيران كخطوة أولية نحو إسقاط النظام وتركيع الجمهورية الإيرانية لعقود طويلة تضمن فيها تل أبيب التفوق المطلق.
فلو كانت المسألة مقتصرة على امتلاك إيران للسلاح النووي لكان الأمر سهلا عبر طاولة الحوار والمزيد من الضغوط الاقتصادية، إلا أن المخطط كان أكبر من تلك الحافة التي استندت إليها واشنطن وتل أبيب لتبرير التصعيد وإيهام المجتمع الدولي بشرعية تحركاتهما ونبل المقاصد في حماية الأمن والاستقرار الدوليين في مواجهة قوة تعاني من جنوح طموحها النووي الذي يهدد الجميع، كما أفصح عن ذلك بشكل واضح ممثل الكيان الصهيوني لدى مجلس الأمن.
لن ينخدع الأمريكيون مرة أخرى.. مشرّعون من الكونغرس يطالبون بتقييد صلاحيات ترامب العسكرية، ويقدّمون مشاريع قرارات لوقف أي حرب مع #إيران دون تفويض دستوري. pic.twitter.com/ASKFEKi1rt
— نون بوست (@NoonPost) June 18, 2025
شيئًا فشيئًا، تقاربت رؤى ترامب ونتنياهو حد التطابق، رغم ما يثار بشأن التباين والخلافات بينهما، والتي لا تعدو كما قلنا سابقًا مجرد خلاف على سبل تحقيق الأهداف لا على الأهداف ذاتها، فهو خلاف لا طلاق، أو كما يذهب البعض تبادل أدوار لإكمال منظومة الخداع الاستراتيجي التي يمارسها الطرفان لخدمة أجندتهما الإقليمية.
ومن ثم جاءت التصريحات الأخيرة لترامب لتعزز من الغموض الذي يخيم على المشهد، فهي تحتمل تفسيرين متناقضين، كما ذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، الأول أن ترامب “يراهن على عجز إيران عن مواصلة الحرب، في ضوء خسائر كبيرة منيت بها خلال الضربة الافتتاحية، ومن ثمّ يرغب في الظهور بمظهر المشارك في صنع نصر على وشك التحقّق، وأن يتطلّع لقطف ثماره”
وهذا وفق الأكاديمي المصري احتمال مُستبعَد، نظرًا الأوضاع الميدانية التي لا توحي بتمتّعه بأيّ قدر من المصداقية، أما التفسير الثاني فيتضمن احتمالية تلقّي الرئيس الأمريكي معلومات أمنية” تفيد بأن الأوضاع الميدانية بدأت تميل إلى غير صالح إسرائيل، ما دفعه إلى إدلاء تصريحاتٍ تَصوَّر أنها يمكن أن تفيد في شنّ حرب نفسية تهدف إلى التأثير في الداخل الإيراني، أو في تهيئة الأجواء لتقبّل دخول الولايات المتحدة طرفاً مباشراً في الحرب، وهو احتمال لا ينبغي استبعاده بالمطلق، رغم كلّ ما يحيط به من محاذير”.
هدف واحد و8 قراءات
في ضوء حالة الغموض التي تخيم على تصريحات ترامب والشكوك التي أثيرت بشأنها، هناك قراءات 6 رئيسية يمكن من خلالها فهم دوافعها ومآلاتها وأهدافها:
أولا: أن تكون خدعة استراتيجية، ومحاولة لتخدير الجانب الإيراني، وتسكينه نسبيًا، وغطاء لقرار شن هجوم مفاجئ على المنشآت النووية، كما حدث في فجر الثالث عشر من يونيو/حزيران الجاري، حين أعلن وزير الخارجية العُماني، قبل يوم واحد فقط من الضربة الإسرائيلية الأولى، أن الجولة السادسة من المفاوضات الأميركية الإيرانية ستعقد في مسقط الأحد 15 يونيو/ حزيران الجاري، وصدرت تصريحات أميركية عديدة، بعضها من ترامب نفسه، تتسم بالتفاؤل، وتؤكّد أن المفاوضات تمضي في الاتجاه الصحيح، ليستيقظ الإيرانيون على تلك الهجمة التي كبدتهم خسائر فادحة على كافة المستويات.
ثانيًا: منح الجانب الأمريكي الوقت الكافي للتحشيد العسكري في الشرق الأوسط، حيث حشد حاملتين للطائرات، “يو إس إس كارل فينسون” و”يو إس إس برينستون” إضافة إلى حاملة ثالثة في الطريق نحو مياه المتوسط وهي “يو إس إس نيمتز” والتي على متنها نحو 5000 بحار وعشرات الطائرات المقاتلة، وذلك بعدما ألغت البحرية الأميركية توقفها المقرر في فيتنام.
المدمرة التي تراهن عليها “إسرائيل”.. قنبلة أميركية خارقة للتحصينات قد تتحوّل إلى رأس حربي في مواجهة إقليمية مفتوحة ضد #إيران. pic.twitter.com/J9u47Wp9Gi
— نون بوست (@NoonPost) June 18, 2025
كما نقلت الولايات المتحدة مزيدا من طائراتها المقاتلة إلى المنطقة، ووسعت نطاق نشر طائراتها الحربية الموجودة بالفعل، وذلك عقب وصول أكثر من 12 طائرة نقل جوي من طراز KC-135R وKC-46A إلى أوروبا، بينما كشف مسؤولون لوكالة “رويترز” أن عمليات النشر تشمل طائرات F16 وF22 وF35، ما يمنح القوات الأميركية فرصةً أفضل لمواجهة الرد الإيراني.
ثالثًا: فرصة التقاط أنفاس للإسرائيليين لإعادة ترتيب أمورهم وإنعاش ترسانتهم التسليحية بسلاسل إمداد أمريكية وغربية وذلك بعد استنزاف الضربات الإيرانية لجانب كبير من قدراتهم العسكرية خاصة الصواريخ المضادة والتي تعاني “إسرائيل” عجزًا كبيرًا وفق شهادات مسؤولين عسكريين إسرائيليين.
رابعًا: استنزاف الجانب الإيراني، على مدار أسبوعين كاملين، بالعديد من الضربات الجوية التي تستهدف ترسانته الصاروخية، وإفقاده الجزء الأكبر من ترسانته التسليحية، مما يسهل من المهمة الأمريكية حال اتخاذ قرار الدخول في الحرب بشكل مباشر، الأمر الذي يقلل من الخسائر المتوقعة في صفوف الأمريكان.
هذا بخلاف تجريف البنية السياسية والعسكرية والعقلية الإيرانية، عبر استهداف القادة والعلماء، وترهيب الشارع بحرب نفسية شعواء، بهدف إثارة الفوضى والقلق وفرض حالة من عدم الاستقرار يقوض الجبهة الداخلية، ويجرد طهران من كافة أدواتها ومخالبها، مما يسهل من مهمة الانقضاض عليها.
ويؤمن الأمريكان كما الإسرائيليون أن القضاء على المشروع الإيراني كاملا، بواسطة الجيش الإسرائيلي مسألة صعبة وربما تكون مستحيلة، وعليه كانت الخطة البديلة التي تتمحور في خلخلة أركان النظام الإيراني وتقليم أظافره بشكل مرحلي ساعة تلو الأخرى عبر العمليات المتصاعدة التي تمولها الولايات المتحدة لوجستيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
خامسًا: التخوف من النموذج الليبي، حيث تتصاعد المخاوف بشأن مآلات الدخول الأمريكي في الحرب ضد إيران، والقضاء على كافة مرتكزاتها ومواردها، واحتمالية تحويلها إلى “ليبيا جديدة” حيث الفوضى والعنف الإقليمي والدولي، وتهديد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو ما سيكون له أثره لسنوات طويلة كما حدث مع ليبيا منذ عام 2011.
سادسًا: رد الفعل الإيراني، هناك أصوات داخل الإدارة الأمريكية تضع رد الفعل الإيراني -إذا ما تدخلت أمريكا في الحرب- نصب أعينها، ففي تلك الحالة من الصعب أن تأمن رد فعل طهران، التي ستصبح مثل الأسد الجريح الذي يدافع عن كيانه بكافة الأوراق التي لديه، والتي منها بطبيعة الحال السلاح النووي والإسراع بتصنيعه بعيدًا عن الرقابة الدولية.
وهو ما حذر منه مراقبون من أن هناك توجه لدى القيادة الإيرانية بالتوجه نحو إنتاج قنبلة إذا هاجم الجيش الأميركي موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم، أو إذا قتلت “إسرائيل” المرشد علي خامنئي.
وتتأرجح التقديرات الخاصة بقدرة طهران على إنتاج سلاح نووي، ما بين 7–15 يومًا، وفق تقييمات الاستخبارات الأمريكية، وهي ذاتها التقييمات الواردة عن الموساد الإسرائيلي، الأمر الذي يزيد من حالة القلق من رد الفعل الإيراني إذا ما أقدمت أمريكا على تلك الخطوة التي إن لم تحقق أهدافها سريعًا ستأتي بنتائج عكسية.
ومن مخاوف رد الفعل الإيراني ما أثير بشأن استهداف الممرات البحرية والمائية وعرقلة حركة التجارة العالمية وضرب سوق الطاقة وقطع شرايين إمداد الغرب بنفط الشرق، فبحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين مقربين من دوائر صنع القرار، ومطلعين على تقارير استخباراتية ذات موثوقية مرتفعة، فإن إيران جهزت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لتنفيذ ضربات على القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، في حال انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب التي تشنّها إسرائيل ضد إيران.
ووفق تلك التقارير، فإن الحرس الثوري الإيراني بدأ فعليًا في حشد أذرعه في المناطق ذات النفوذ الإيراني سواء في العراق أو اليمن أو لبنان، للاستعداد للخطة البديلة حال شنت أمريكا هجومها المتوقع على المنشآت النووية الإيرانية، وأن ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا ستستأنف على الأرجح هجماتها على السفن في البحر الأحمر، كما يُرجّح أن تحاول الميليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا مهاجمة القواعد الأمريكية هناك.
سابعًا: التحذيرات الدولية من مغبة انخراط واشنطن المباشر في تلك الحرب، حيث حذرت روسيا وبكين رسميًا من التدخل الأميركي بين إيران و”إسرائيل”، لافتة إلى أن هذا التدخل سيشكل دوامة تصعيد رهيبة، فيما أكد البلدان على شراكتهما مع طهران وفي ذات الوقت على علاقات الثقة مع تل أبيب، مطالبة الجميع باللجوء إلى الحل الدبلوماسي قبل تجاوز الخطوط الحمراء.
ثامنًا: استجابة للضغوط الداخلية، حيث يحيا الشارع الأمريكي حالة انقسام واضحة بشأن المشاركة في الحرب بشكل مباشر فمنذ اليوم الأول لتلك المواجهة يواجه ترامب ضغوطًا شديدة من جناحين متناقضين داخل حزبه، الأول وهو الجناح المتشدد الداعم لنتنياهو والصهيونية بشدة، والذي يدفع باتجاه الانخراط الفعلي في الحرب وتدمير المفاعلات النووية الإيرانية، أما الجناح الثاني وهو التيار البرغماتي الذي يمثله تاكر كارلسون وستيف بانون، والذي يرى أن المعركة ليست أمريكية ويدعو إلى ترك الإسرائيليين يقاتلون في حربهم بأنفسهم.
كما أن التورط الأمريكي في تلك الحرب يتعارض مع تعهدات ترامب بإبعاد أمريكا عن الصراعات الخارجية، التزاما بشعار “أمريكا أولا”، إذ كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بوضع حدود لانخراط بلاده في حروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط، وهي السياسة التي ساهمت بشكل كبير في زيادة شعبيته وفوزه في انتخابات الرئاسة الأخيرة.
عليه، يحاول ترامب – عبر تلك المهلة التي أعلن عنها- إيهام المواطن الأمريكي بدعمه للحل السياسي وتفضيله للخيار الدبلوماسي لإنهاء هذا الصراع الشرق أوسطي، وذلك بمنح طهران الوقت الكافي لتفضيل الدبلوماسية بدلا من المواجهة المباشرة، مع إلقاء الكرة في الملعب الإيراني وتحميل النظام مسؤولية الفشل في حال عدم رضوخ طهران للإملاءات الأمريكية، وأنه ما تحرك إلا بعد استنفاذ كافة المسارات السياسية.
تبقى تلك القراءات أسيرة عقلية رئيس لا يمكن توقعها، لا يتحرك إلا بحثًا عن مغنم ولا يُلجّم إلا بضغط، وفي ظل قيادة ترامب للمشهد الأمريكي فكل الخيارات متاحة، حتى الصفرية منها، لتبقى الساحة مفتوحة على كافة الاحتمالات، بدءًا من الانخراط المفاجئ في تلك الحرب بلا مقدمات، وصولا إلى إسدال ستارها نهائيًا.
وبين هذا وذاك تبقى إدارة إيران للمعركة وقدرتها على الصمود من جانب، ورد الفعل الإقليمي والدولي ومستوى تصعيده من جانب أخر، لاعبان سيرسمان بشكل كبير مستقبل هذه المواجهة التي يتوقع كثيرون أنها ستعيد ترتيب معادلة الردع، ليس في المنطقة وحدها لكن على المستوى الدولي.