قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها إن الكونغرس الأمريكي يحاول أن يعزز إحدى أهم سلطاته الدستورية: سلطة إعلان الحرب.
وقالت الصحيفة إن الرئيس باراك أوباما، الذي قضى الكثير من وقته في الرئاسة يحاول الابتعاد بأمريكا عن حالة الحرب، يعود الآن مستخدمًا تبريرات غير منطقية لتفرده باتخاذ قرار استخدام السلطة العسكرية للولايات المتحدة بدون الموافقة الصريحة من الكونغرس.
في مايو 2013، قال أوباما في خطاب له إن القانون الذي تم تمريره في 2001 عقب أحداث سبتمبر، والذي يسمح للرئيس باتخاذ قرارات من هذا القبيل، هو قانون يجب تغييره، والآن يستخدم أوباما نفس التبريرات التي سمحت لسابقه أن يخوض حربين في أفغانستان والعراق.
أوباما استخدم هذا القانون سابقًا، أو التف حوله عندما قرر السماح بقصف ليبيا إبان الثورة ضد الديكتاتور معمر القذافي، كان قراره مهمًا للغاية لأنه لم يرجع فيه إلى الكونغرس، كما أنه اعتمد فيه على قانون صيغ أثناء عام 1973 يُفهم منه أنه يجوز للرئيس أن يأمر بعمليات عسكرية إذا كانت ستستغرق وقتًا أقل من 60 يومًا، في حين يجب أن يستأذن الكونغرس إذا كانت مدتها أطول من ذلك.
في العام الماضي، عندما كان أوباما على وشك قصف سوريا بعد هجوم الكيماوي، قال إنه لابد من أن يسعى للفوز بدعم الكونغرس، وقتها كان واضحًا أن المشرعين الأمريكيين ولا الشعب الأمريكي سيدعم الهجوم، تراجعت الإدارة الأمريكية وكانت محظوظة إذ وجدت بديلاً دبلوماسيًا.
عدد من أعضاء الكونغرس قرروا دعم خطة أوباما لتسليح وتدريب الثوار السوريين بتكلفة قد تتجاوز 500 مليون دولار خلال السنة الأولى، لكنهم يطالبون بتوضيحات أكثر ومزيد من التفاصيل حول الحملة العسكرية الموسعة قبل قرارهم بدعمها.
قد لا ينتظر أوباما طويلاً لتكثيف عملياته العسكرية في سوريا والعراق، والكونغرس يجب أن يزن الأمور وأن يرد قريبًا، لو وافق المشرعون على العمل العسكري، سيكون التفويض حينها محدودًا بما يوافق عليه الكونغرس، وأي وثيقة ستنتج عن الكونغرس يجب ألا تترك لباراك أوباما ولا لخليفته مجالاً للدخول في حروب بدون موافقة الشعب، هذا ما تقوله نيويورك تايمز.
لكن بكل الأحوال، هناك ثمن للحرب!
يقول الكاتب “تشارلز بلو” في نيويورك تايمز أيضًا: إن حرب العراق يجب أن تذكر الأمريكيين بالثمن الذي من الممكن أن يدفعونه إذا ما خاضوا حربًا أخرى، فعندما خاض الأمريكيون الحرب على العراق، كان ثلاثة أرباع الأمريكيين يؤيدون الحرب في بدايتها، إلا أن بعد ثلاثة سنوات من بدايتها، هبط التأييد إلى أقل من نصف المؤيدين سابقًا، جميع هؤلاء اعتقدوا أن الحرب ستدوم لعدة أشهر، لم يعتقد أحد أن الحرب ستدوم بشكل رسمي لمدة تقارب تسع سنوات.
ثمن الحرب بالنسبة للجنود الأمريكيين كان باهظًا، فقد قُتل بشكل رسمي أكثر من 5300 جندي أمريكي ومتعاقد مع الاحتلال، هذا بخلاف الثمن الذي دفعه العراقيون عبر مئات الآلاف من القتلى بسبب الاحتلال وبسبب العنف الأهلي الذي جاء معه.
من ناحية أخرى، فإن الحرب التي بدأت بتكلفة صغيرة نسبيًا وصلت في نهايتها إلى 2 تريليون دولار، وبحساب المكسب والخسارة، فإن هذه الأموال قد تم إنفاقها هباء.
الآن، يتجادل الأمريكيون حول أقل تكلفة ممكنة لبرامج الرعاية الصحية، ويُضرب عمال مطاعم الوجبات السريعة بسبب حاجتهم لأموال بسيطة، خمسة وعشرين دولار على سبيل المثال!
ويدعو بلو في مقاله الأمريكيين إلى التفكير طويلاً وبعمق حول دخول الولايات المتحدة حربًا أخرى!